يعد التسويق بالعمولة أحد أساليب التجارة الإلكترونية التي تتيح لأصحاب المنتجات والمسوقين العديد من الفوائد، فهو يتيح الربح لكلا الطرفين ويقدم لهما فرصة لتعزيز مشاريعهم التجارية بالقليل من التكاليف، فنجد المسوق يمكنه إنشاء متجر إلكتروني من دون شراء المنتجات، وأيضًا يتمكن صاحب المنتج من التسويق لمنتجاته وزيادة مبيعاته بالقليل من التكاليف والمخاطر، والتي تتمثل في العمولة الممنوحة للمسوق.
في هذا الدليل الإرشادي سوف أتناول التسويق بالعمولة بجميع جوانبه، لنتعرف على ماهيته وأهميته وفوائده التي يتيحها لجميع الأطراف ثم نلقي النظر على كيفية البدء فيه ونرشح بعض الأدوات المساعدة في التسويق بالعمولة ونختم بمجموعة من النصائح ونتعرف على تحديات ممارسة التسويق بالعمولة.
ما هو التسويق بالعمولة ؟
التسويق بالعمولة وفي بعض الأحيان يُقال عليه الأفلييت، وقديمًا وفي بعض الدول حاليًا أيضًا يُسمى بـ (السمسرة) هو نوع من أساليب التجارة الإلكترونية الذي يتمثل في تسويق المنتجات والخدمات المملوكة للغير من الشركات والأفراد والمتاجر الإلكترونية، وعندما ينتج من هذا التسويق عملية بيع، يُمنح المسوق عمولة على ذلك. وتكون للعمولة نسبة مقدرة من سعر المنتج على سبيل المثال 10% أو 40% ومن الممكن أيضًا أن تكون مبلغًا من المال مثلًا 20$ لكل عملية تسجيل في الموقع أو لكل عملية شراء للخدمة.
ببساطة التسويق بالعمولة يتكون من ثلاث أطراف رئيسية، وهي صاحب المنتج أو التاجر؛ الذي قد يكون شركة أو متجر أو شخص عادي، والطرف الآخر هو المسوق الذي يسوق لهذه المنتجات من خلال استراتيجيات وقنوات التسويق المختلفة، وأما الطرف الثالث فهو المستهلك أو المشتري الذي تستهدفه الجهود التسويقية التي يقوم بها المسوق. وقد يكون هناك طرف رابع يتمثل في منصات التسويق بالعمولة والتي تجمع بين أصحاب المنتجات والمسوقين. ومن الممكن أن يكون الشخص تاجر ومسوق بالعمولة للمنتجات والخدمات الخاصة بالشركات الأخرى في الوقت نفسه.
وإذا ما تناولنا التسويق بالعمولة من حيث البعد العملي، فهو يتمثل في الاشتراك في برنامج التسويق بالعمولة لدى الشركة أو الموقع المعني، الذي دائمًا ما يكون مجاني. ومن ثم التسويق للمنتجات أو الخدمات الخاصة بهذا الموقع، سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال الإعلانات المدفوعة أو من خلال إنشاء متجر خاص للتسويق لهذه المنتجات، وعند شراء المنتج سيتحمل صاحب المنتج كل التكاليف والأعباء المتمثلة في تجهيز المنتج وشحنه وتوصيله للمشتري.
كما أن التسويق بالعمولة لا يقتصر على تسويق المنتجات والخدمات، فمن الممكن أن تكون هناك عمولة لجذب الأشخاص للاشتراك في موقع ما والشراء منه، أو الاشتراك في قائمة بريدية أو التحويلات الأخرى من تنزيل التطبيقات والملفات والنقرات على الروابط وجمع أرقام الهواتف. فكل منها لديه طريقته التسويقية ومنصاته الخاصة.
فوائد التسويق بالعمولة
لقد لقى التسويق بالعمولة اهتمامًا كبيرًا من قِبل الشركات والأفراد على حدٍ سواء، فمن المتوقع أن تصل صناعة التسويق بالعمولة إلى 8.2 مليار دولار في عام 2022. ولذا نجده مُطبق من قِبل العديد من الشركات ومُمارس من قِبل الكثير المسوقين ولديه المئات من المنصات والأنواع، وذلك للفائدة التي يقدمها وتتمثل في الآتي:
1. تكاليف التشغيل المنخفضة
التسويق بالعمولة لا يحتاج لذلك القدر الكبير من رأس المال. سواء للمسوقين أو أصحاب المنتجات، فأصحاب المنتجات سوف يقللون من تكاليف التسويق للمنتجات والخدمات الخاصة بهم، ويحصل المسوقون ورائد الأعمال على فرصة للانخراط في عالم التجارة الإلكترونية دون المرور بتعقيدات صنع المنتجات وتخزينها وشحنها وتوصيلها.
والآن، إذا كنت تفكر في بدأ التسويق بالعمولة لن تحتاج سوى للاشتراك في برنامج تسويق بالعمولة لإحدى الشركات، ومن ثم التسويق للمنتج أو الخدمة من خلال النشر على منصات التواصل الاجتماعي أو بإنشاء صفحة هبوط خاصة بك أو من خلال مدونة أو موقع.
2. الوصول للأسواق الخارجية
يعد التسويق بالعمولة من التكنيكات المناسبة لإيصال المنتجات للأسواق الجديدة، وخاصةً الأسواق التي تكون خارج الدولة والتي تكون عوائق دخولها مرتفعة. فمن خلال التسويق بالعمولة تسوق المنتجات والخدمات في كل أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال تسويق منتج للعناية بالشعر تابع لشركة أمريكية في المملكة العربية السعودية.
هناك فائدة أخرى عظيمة يتيحها التسويق بالعمولة، وتتمثل في تجربة المنتج في أسواق جديدة، والتعرف على مدى الإقبال عليه، ما يساعد في تعزيز استراتيجية الشركات التوسعية والهادفة لزيادة حصتها السوقية، من دون تكبد عناء الوصول لتلك الأسواق والتسويق للمنتجات. وكل معلومات هذه الأسواق تكون متاحة في لوحة تحكم برنامج التسويق بالعمولة.
3. الأخطار المنخفضة
التكلفة المنخفضة تعني أن هناك مخاطر منخفضة في التسويق بالعمولة، وذلك لأنه لا يُدفع أيّ شيء إلا بعد شراء المنتج بالفعل من قِبل المشتري، ما يعني أنه لن يتحمل أصحاب المنتجات أيّ تكاليف، ما يعد حلًا مناسبًا للشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الميزانية المحدودة. وبالنسبة للمسوقين أيضًا لن يتحملوا أيّ مخاطر أو تكاليف في حالة لم يُبع المنتج.
4. تعزيز نمو الأنشطة التجارية
من خلال التسويق بالعمولة، سيكون لدى الأنشطة التجارية طريقة للتعزيز من نموها، وزيادة قاعدة عملائها. إضافةً لإنشاء قوائم بريدية مستهدفة للتسويق لمنتجاتها بشكلٍ مباشر. ولا ننسى البيانات التي تحصل عليها هذه الشركات من خلال التسويق بالعمولة.
وبالنسبة لرواد الأعمال والمسوقين، فبإمكانهم أيضًا التسويق لمنتجات متنوعة، ما يساعدهم على النهوض بمشاريعهم الخاصة من دون تكاليف مرتفعة.
5. تنوع المنتجات بالنسبة للمشتريّن
المشتريّن في بعض الدول قد لا يستطيعون الحصول على المنتجات التي يريدنها، والتي قد تكون ذات جودة عالية أو بسعر منخفض أو حتى منتجات بعينها، نظرًا لأنها لم تعد موجودة في بلدهم. وهناك مجموعة من العوائق التي تمنع من الوصول لهذه المنتجات على الإنترنت، سواء لاختلاف اللغة أو عدم امتلاك مهارة البحث على الإنترنت.
ولكن من خلال التسويق بالعمولة سيحصل المشتريّن على المنتجات التي يرغبون بها وباللغة التي يفهمنها ومن الممكن أن يُنشر الإعلان في إحدى مجموعات الفيسبوك المحلية، ليتيح لهؤلاء المشترين مجموعة من المنتجات والخدمات المتنوعة ذات الجودة المرتفعة والسعر المعقول.
كيفية البدء في التسويق بالعمولة
الآن، بإمكانك البدء في التسويق بالعمولة والتسويق لمنتجات وخدمات الشركات الأخرى، لكن هناك بعض الخطوات الضرورية التي يجب القيام بها، للحصول على النتائج التي ترغب في تحقيقها. مع العلم أنك ستحتاج لبعض المهارات. على سبيل المثال، كتابة المحتوى والتصميم وتطوير المواقع وصفحات الهبوط، والآن دعني أعدد لك خطوات البدء في التسويق بالعمولة:
أولًا: حدد المجال الذي تريد أن تعمل فيه
كما نعلم أنه يوجد العديد من المنتجات وأيضًا الكثير من المواضيع والمجالات التي يمكن تقديم محتوى فيها، فيجب عليك تحديد المجال الذي تريد العمل فيه. على سبيل المثال، مجال التقنية من هواتف ذكية وأجهزة حاسوب وملحقاتها، أو مجال الطبخ أو التسويق الإلكتروني أو حتى الرياضة. وهذا المجال سوف يحدد طبيعة المحتوى الذي تقدمه، إضافةً لنوع المنتجات التي سوف تسوقها وشخصية المستهلكين وطرق التسويق المناسبة. وقبل تحديد المجال يجب عليك المرور بهذه الخطوات الضرورية:
1. حدد اهتماماتك
عليك أن تأتي بورقة وتبدأ في تسجيل قائمة بعشر اهتمامات لك، كما نعلم أن التسويق بالعمولة سوف يستمر لعدة سنوات، وإذا كان المجال لا يهمك فسوف تتركه في المستقبل. لذا، بعد كتابة العشر اهتمامات عليك تحديد ثلاث اهتمامات منها لها علاقة ببعضها. وهذه الاهتمامات من الممكن أن تكون نشاطات تحب ممارستها في أوقات الفراغ أو مجالات تحب أن تتعمق فيها وتتعرف على جميع جوانبها. ومن الممكن أيضًا أن تكون ضمن المجال أو التخصص الذي تدرسه أو تعمل فيه الآن.
2. التعرف على المشكلة
بعد تحديد الاهتمامات الثلاث، عليك البدء في البحث عن الأشياء التي يرغب فيها المستهلكين المستهدفين والمشكلات التي يعانون منها، وبإمكانك ذلك من خلال استخدام أدوات التسويق بالعمولة التي سوف نتعرف عليها لاحقًا في هذا المقال. أو من خلال التواصل مع المستهلكين أو حتى من خلال إلقاء نظرة على المنتجات التي يقدمها المنافسون.
3. ادرس المنافسين
ثمة بعض المجالات التي تكون فيها المنافسة مرتفعة، وهذا ليس بالضرورة أن يكون مؤشرًا سيئًا، بل هذا يعني أن المجال الذي تريد العمل فيه ذو ربحية. لذا، عليك البحث والتعمق في سبيل إيجاد نقاط الضعف التي يعاني منها المنافسين لاستغلالها عند الدخول إلى هذا المجال. على سبيل المثال، قد يكون المحتوى المقدم من قِبل المنافسين قليل الجودة أو تنعدم الشفافية في المعلومات أو حتى قد تتعرف على استراتيجية تسويقية جديدة.
4. ادرس ربحية المجال
بعد أن تحدد مجالك وتتعرف على نقاط الضعف لدى المنافسين، عليك البدء في البحث للتعرف على مقدار العمولة التي سوف تحصل عليها مقابل التسويق لهذه المنتجات. فعلى سبيل المثال، هناك منتجات تكون العمولة عليها مرتفعة مثل برمجيات إدارة الأعمال وما شابه، وهناك بعض المنتجات ذات عمولات منخفضة مثل أجهزة البلايستيشن، فالعمولة الخاصة بها تقريبًا تتراوح بين 2 لـ 3 دولار لكل بيعة.
وهذا الأمر بالتأكيد له تأثير إن كنت تعتمد على التسويق من خلال الحملات المدفوعة، ففي هذه الحالة يجب أن تكون العمولة المتحصلة أعلى من تكلفة الإعلان لكل منتج أو إجمالي الربح أكثر من تكلفة الحملة الإعلانية.
5. جرب المجال الخاص بك
لا بد من تجربة المجال الذي اخترته قبل التقدم للأمام، ابدأ بإنشاء صفحة هبوط أو تسويق لمنتج واحد على الفيسبوك، ومن ثم تأكد من حجم الإقبال على هذا المنتج. وبعد ذلك أنشئ المتجر أو الموقع أو صفحة على منصات التواصل الاجتماعي أو قناة يوتيوب.
ثانيًا: اختيار المنصة التي تريد العمل عليها
توجد العديد من المنصات التي بإمكانك البدء منها بالتسويق بالعمولة، وهناك بعض المسوقين يرون إنه لا بد من إنشاء مدونة للبدء في التسويق بالعمولة، ويعتقدون أنها جزء أساسي في التسويق بالعمولة، وأما المنصات الأخرى ما هي إلا قنوات للحصول على زوار لهذه المدونة أو الموقع. لكن دعني أقول لك إن استراتيجيات التسويق الإلكتروني عدّة.
فالآن، تستطيع البدء في التسويق بالعمولة من خلال الانستقرام أو الفيسبوك أو الواتساب أو اليوتيوب أو تويتر أو حتى من خلال الإعلانات المدفوعة على المواقع الأخرى أو قنوات اليوتيوب، أو بشراء مساحة إعلانية على أحد المواقع. المهم في الأمر أن منصات التسويق بالعمولة كثيرة ومتنوعة وليست محصورة على المدونات فقط. ومن هذه المنصات:
1. المدونات
من أقدم منصات التسويق بالعمولة وحتى الآن نجدها مسيطرة على الساحة، ويتم الربح منها من خلال تقديم محتوى للزوار في العديد من المجالات. على سبيل المثال، التكنولوجيا والشروحات والتسويق الإلكتروني والمحتوى الطبي والمراجعات. وضمن كل مقال، يُضاف منتج أو مجموعة من المنتجات لها علاقة بالمحتوى.
مثلًا مقال يتناول أفضل الهواتف لعام 2021، من الممكن إضافة روابط الأفلييت لهذه الهواتف على المقال في زر “اشترِ المنتج” والأمر نفسه لبقية المجالات. وهذه المدونة تعتمد اعتماد كلي على التسويق عبر محركات البحث، وبالإمكان إسنادها إلى صفحة على فيسبوك أو حساب على تويتر أو الإعلانات المدفوعة.
2. صفحات الهبوط
صفحات الهبوط من طرق التسويق للمنتجات التي تعتمد على الإعلانات المدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي أو محركات البحث، لجذب المشترين المحتملين ومن ثم تحويلهم لعملاء حاليين. وأيضًا يقترن معها التسويق من خلال البريد الإلكتروني أو ما يسمى بقمع المبيعات ( Sales Funnels) الذي يركز على إقناع المستهلكين المحتملين بشراء المنتج.
3. المتاجر الإلكترونية
هذه المتاجر تشبه المتاجر الإلكترونية الخاصة بمتاجر أصحاب المنتجات، ولكن يُعرض فقط عليها المنتجات، ومن ثم تُضاف روابط المنتجات لتحول المشترين للمواقع الأخرى، ومن ثم يشتروا المنتج ويحصل صاحب المتجر على عمولة من كل عملية بيع. وبالنسبة لطرق تسويق المتجر الإلكتروني، فدائمًا ما تكون مشابهة للمدونة. والمتاجر الإلكترونية تعد أكثر موثقية من صفحات الهبوط، كما تتيح الحصول على مشتريّن دائمين.
4. اليوتيوب
يمكن التعامل مع قناة اليوتيوب كما المدونة، فبالرغم من الاختلاف في نوعية المحتوى، لكن تبقى الاستراتيجيات والمجالات هي ذاتها. فمن المُستطاع الآن إنشاء قناة تتناول مراجعات البرامج والألعاب، وبعد ذلك إضافة رابط شراء البرنامج أو اللعبة في وصف الفيديو.
5. فيسبوك
حاليًا، يوجد الكثير من الأشخاص يسوقون للمنتجات والخدمات على مجموعات الفيسبوك أو من خلال إنشاء صفحات تقدم محتوى متعلق بإحدى المجالات. وما يُميّز فيسبوك أنه يحتوي على الكثير من المستخدمين بالإضافة إلى تنوع المحتوى الذي يشمل المحتوى النصي والمرئي. وأيضًا نجد الانستقرام الذي هو مناسب للتسويق للمنتجات من خلال المحتوى المرئي. وكل هذه المنصات تتيح لك خدمات الإعلانات المدفوعة، كما هناك العديد من المنصات الأخرى التي من الممكن أن تسوق فيها للتسويق بالعمولة مثل تويتر.
ثالثًا: إنشاء المحتوى
في هذه الخطوة وبعد أن تحدد المنصة الخاصة بك، والتي يجب أن تكون مناسبة للمنتجات التي تسوقها والمحتوى الذي تريد إنشاؤه، عليك الشروع في إنشاء المحتوى بأشكاله المتعددة، مثل: المقالات والمنشورات والتغريدات والمحتوى المرئي من الفيديوهات والصور. وفي الأسطر القادمة سنتناول مجموعة من الأدوات التي ستساعدك على إنشاء المحتوى في مجال التسويق بالعمولة عمومًا.
رابعًا: الاشتراك في برنامج الافلييت
حتى تسوق للمنتجات والخدمات، عليك الاشتراك في برنامج الأفلييت الخاص بإحدى الشركات أو المواقع، ومن خلال هذا البرنامج ستُراجع المبيعات التي حققتها، ومن ثم تُضاف العمولة إلى الحساب الخاص بك بشكلٍ تلقائي. وبعد الاشتراك في برنامج الأفلييت ستُمنح رابط خاص بك لمتابعة المبيعات.
خامسًا: إضافة الروابط
بعد اختيار المنصة وإنشاء المحتوى والاشتراك في برنامج التسويق بالعمولة، ستكون الخطوة التالية هي إضافة الروابط. وإذا كان لديك متجر أو مدونة فيجب أن تكون هذه الروابط ظاهرة وواضحة لزوار الموقع. والأمر نفسه ينطبق على المنصات الأخرى، ومن الممارسات الجيدة هي الإشارة لهذه الروابط في المحتوى أو الفيديوهات الخاصة بك إذا ما كنت تسوق على اليوتيوب.
أدوات التسويق بالعمولة
في هذا الجزء من الدليل الإرشادي للتسويق بالعمولة، سأتناول مجموعة من الأدوات التي تساعدك في مشروع التسويق بالعمولة الخاصة بك، والتي تبدأ من تحليلات قوقل للمدونة الخاصة بك، وأدوات التعرّف على الكلمات المفتاحية والمحتوى الشائع بين المجتمع، وأداة لإنشاء صفحات الهبوط والتسويق عبر البريد الإلكتروني، وأخيرًا أدوات لمساعدتك في إنشاء محتوى:
Google Analytics .1
تحليلات جوجل من الأدوات التي تساعدك في تحليل بيانات الموقع وإدارته، إذ تقدم معلومات عن زوار الموقع الإلكتروني من أعمارهم وجنسهم والبلد، لتخصيص المحتوى والمنتجات التي تسوق لها، ومن خلال ميزة تحديد الأهداف بإمكانك التعرف على الأشخاص الذين نقروا على رابط المنتج أو الذين سجلوا في قائمة البريد الإلكتروني مع تبيين المواقع والمنصات التي أتوا منها. أيضًا يبين المحتوى الأكثر شعبية واهتمامًا بين زوار الموقع.
Keyword Tool .2
هذه الأداة تتيح لك التعرف على الكلمات المفتاحية الأكثر استخدامًا من مستخدمي محرك البحث قوقل، ما يساعدك على تحديد المنتجات الشائعة حسب البلد واللغة، وبالإضافة لمحرك البحث قوقل تتيح لك التعرف على المواضيع الشائعة في موقع أمازون وبايبال واليوتيوب وانستجرام وتويتر وبينج. وتأتي مع إصدار مجاني وآخر مدفوع يتيح ميزات أخرى.
BuzzSumo .3
من أدوات متابعة المحتوى الفيروسي، والتعرف على ما الذي يكتبه المنافسين عند المنتجات والخدمات التي تسوق لها، وبالإضافة إلى ذلك ستتعرف على مدى التفاعل مع المحتوى في المنصات الأخرى من عدد التعليقات والإعجابات والمشاركات والتغريدات. مع إمكانية الحصول على تنبيه في كل مرة يُنشر فيها المحتوى المحدد. وببساطة هذه الأداة تمكّنك من كشف الفجوات ونقاط القوة والضعف التي يعاني منها المنافسين.
ClickFunnels .4
هذه الأداة تتيح لك إنشاء صفحات هبوط للتسويق للمنتجات الخاصة بك، مع إمكانية أتمتة التسويق من خلال البريد الإلكتروني والفيسبوك والرسائل النصية، لتتمكن من مراسلة المستهلكين المحددين بدقة عالية. وهي أداة مدفوعة تأتي مع إصدار مجاني تجريبي لمدة 14 يوم.
mailchimp .5
التسويق من خلال البريد الإلكتروني، يعد من أنسب القنوات للتسويق عمومًا، لذا نجد أداة mailchimp تتيح إنشاء حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني مع قوالب رسائل البريد الإلكتروني الجاهزة، أيضًا بإمكانك تخصيص الرسالة حسبما تريد وبعد إرسالها ستتلقى تقرير يقدم لك إحصاءات حول الأشخاص الذين فتحوا الرسالة والأشخاص الذين نقروا على الرابط الموجود في الرسالة، وعدد الأشخاص الذين وضعوا الرسالة في قسم غير المرغوب بها.
bitly .6
هذا الموقع يتيح لك متابعة إحصاءات الروابط الخاص بك، ولكن قبل ذلك يجب عليك تقصير رابط الإحالة على الموقع، ومن ثم نشره على الموقع أو القناة أو الصفحة أو من خلال أيّ قناة من قنوات التسويق الإلكتروني الخاص بك. لتتعرف على عدد الأشخاص الذين نقروا على الرابط والبلد الخاصة بهم. مع إمكانية تخصيص التقارير حسبما تريد.
نصائح حول التسويق بالعمولة
التسويق بالعمولة من الطرق الرائعة لكسب المال، ولكن قد أصبح الكثير من الأشخاص وأصحاب المواقع يروجون له بوصفه طريق الثراء السريع، ما يجعل منه عمل غير مستقبلي، وإنما يركز فقط على بيع المنتجات الآن دون الوضع في الحسبان تكوين المجتمع أو الجمهور المهتم بالمنتجات والمحتوى الذي يُقدم. فكيف تبدأ بداية صحيحة في هذا المجال؟
1. أنشئ محتوى قيم
إذا ما كان لديك مدونة سيكون المحتوى هو المقالات التي تتناول الموضوعات حول المنتجات والخدمات، وبالنسبة لقنوات اليوتيوب يتمثل في الفيديوهات. ويجب أن يتخلل المحتوى بعض المواد الترفيهية، وأيضًا من الممكن أن يدور حول إنشاء مقابلة مع شخص لديه علاقة بالمنتج أو تقديم تقييمات المشترين.
2. كون جمهورك
لا بد من أن تكوّن الجمهور الخاص بك، وبعد ذلك تبدأ في تكوين المجتمع المهتم بالمحتوى والمنتجات والخدمات التي تسوقها. فهنالك العديد من المسوقين يعتمدون على التسويق من خلال صفحات الهبوط، ولكن هذه الطريقة ليست مناسبة لتكوين جمهور. ذاك أن صفحة الهبوط لا يمكن جذب حركة مرور عليها إلا من خلال الإعلانات المدفوعة، وأيضًا لا تقدم أيّ قيمة للمستخدمين، ولن يكون هناك احتفاظ بالعملاء، فإذا اشترى هذه المرة في المرة القادمة لن يجد صفحة الهبوط.
3. الاشتراك في برنامج التسويق بالعمولة المناسب
ليست كل الشركات أو المواقع ذات مصداقية. فمنها ما لايقدم عمولات حتى بعد بيع المنتج، كما قد يغير صاحب المنتج السياسات الخاصة في أيّ وقت. لذا، من المهم اختيار الشركة التي تقدم استقرار معقول في سياساتها والتعرف بشكل كامل على الشروط الخاصة بها، فهناك بعض الشركات تحدد طرق معينة للتسويق لمنتجاتها. كما يجب دراسة أسعار المنتجات والعمولة الممنوحة، والتأكد من توافر الشحن ووسائل الدفع المتاحة في البلد التي تسوق لها.
4. إنشاء عرض احتياطي
حملة التسويق بالعمولة من الممكن أن تفشل في أيّ وقت، فقد يزيد التاجر من أسعار المنتج أو يغير من لوائحه أو قد تحصل شائعات تندد بالمنتج التي تسوق له، أو أن تكون المنافسة عالية والمنتجات المعروضة كثيرة، في هذه الحالات لا سبيل غير أن يكون لديك عرض احتياطي للمواقف المماثلة. مثلًا، إذا كان كنت تسوق لهاتف آيفون 12 ووجدت أن المنافسة شديدة أو أن المنتج ليس مرغوبن يجب أن يكون لديك عرض احتياطي آخر يسوق لهاتف آيفون 11، وبهذا سوف تضمن استمرار حملتك التسويقية وزيادة معدل التحويل.
5. أنشئ الإعلانات الخاصة بك
العديد من الشركات تزود المسوقين بإعلانات جاهزة، ليضيفوها إلى المواقع أو قنوات اليوتيوب أو صفحات التواصل الاجتماعي أو صفحات الهبوط الخاصة بهم، سواء كانت إعلانات نصية أو صور أو فيديوهات أو بنرات إعلانية أو حتى إعلانات html. وحتى تميّز نفسك عن المنافسين عليك إنشاء الإعلانات الخاصة بك لتمنح الموقع أو الصفحة نوع من المصداقية وتبعد عن فخ التكرار، مع أهمية التعرف على الإعلانات التي تناسب عملائك.
تحديات التسويق بالعمولة
في الأسطر السابقة أشرت لفوائد التسويق بالعمولة، وتعرفنا على الفائدة التي يتيحها للشركات والمسوقين والمشتريّن، لكن لا يوجد شيء يخلو من العيوب. في هذه الجزئية سأتناول مجموعة من تحديات التسويق بالعمولة التي تواجه المسوقين خصوصًا، حتى تتمكن من الحصول على نظرة أكثر واقعية لهذه الصناعة:
1. لا يمكن التحكم في الربح أو العمولة
عمولة بيع المنتجات تكون محددة بنسبة من مبلغ المنتج أو مقابل مبلغ معين. وأنت كمسوق بالعمولة لن تستطيع التحكم في هذه العمولة، ما يعني أن ربحك سوف يكون محدودًا إلا من خلال زيادة المبيعات، ولن يكون لديك فرصة للتفاوض مع الشركات لزيادة هذه العمولة. كما أن دخلك لن يكون مستقرًا ويتقلب من وقتٍ لآخر، مرة بالزيادة ومرة بالنقصان. ما يمثل تحدي للمسوقين الجدد.
2. لا يمكن التحكم في المنتج
لا يتيح التسويق بالعمولة التحكم في المنتج سواء بتقليل أو زيادة سعره، أو محاولة التغيير في تصميمه أو حجمه أو وزنه، وهذا الأمر يعد مهمًا جدًا للتفوق على المنافسين، فإذا كان لديك القدرة على التحكم في المنتج، فبإمكانك زيادة سعر المنتج في حالة زيادة الطلب، وتخفيضه عند زيادة العرض واشتداد المنافسة. وكذلك التعديل على التصميم الخاص به حسب آراء واقتراحات وما يناسب العملاء المستهدفين.
3. المنافسة العالية
كل مجال مربح في التجارة الإلكترونية، ستجد أن هناك الكثير من الأشخاص يحاولون العمل فيه. وهذا الأمر ينطبق على التسويق بالعمولة، فنجد الآلاف من المسوقين يسوقون للمنتجات نفسها في الأوقات نفسها من خلال الاستراتيجيات والمنصات نفسها. لذا، نجد منافسة شديدة تصعّب من مهمة المسوقين في جني المبيعات.
4. المسوق ما هو إلا طرف ثالث
دور المسوق في التسويق بالعمولة، يتمحور فقط في بيع المنتجات والحصول على العمولة، لكن لا تُنشئ أيّ علاقة بينه وبين المشتريّن، إلا من خلال المحتوى الذي يقدمه، ما يعني أنه يمكن للشخص الذي اشترى هذه المرة أن يشتري من المتجر أو الشركة صاحبة المنتج مباشرةً في المرة القادمة، وبهذا نجد أن المسوق بالعمولة يعمل على زيادة قاعدة عملاء أصحاب المنتجات وهو يبدأ في البحث عن عملاء جُدد، ببساطة يبني في علامة تجارية لشخص آخر.
ختامًا، التسويق بالعمولة مجال مربح بلا شك، فقط يجب أن تبدأ بداية صحيحة مع خطة تسويقية محكمة واستمرار في العمل. وأتمنى أن تكون قد استفدت من هذا الدليل الإرشادي، وأن تبدأ في تسويق منتجاتك الخاصة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق